غش الراعي والرعية

الفئة الثالثة بلاء لو تعلمون عظيم!

نحمد الله ونثني عليه أن بعثنا في زمن عزة وإباء ومنعة. هو هذا الزمان الذي كان ولا زال فيه رجال عظماء من أحفاد النبي صلى الله عليه وآله. هي باقة من السادة تمتد من طهران إلى النجف ومنهما إلى بئر العبد وحارة حريك. هي روح الله في القيادة والمرجعية والجهاد والمقاومة. هي ثلة شريفة بعضها من بعض لا هدف لها إلا حماية ورعاية التابعين لمدرسة آلِ البيت عليهم السلام في سبيل تثبيتهم في الصفوف الأمامية للأمم والشعوب والحفاظ على وجودهم وفكرهم ومعتقدهم. حفظ الله السادة وأفادنا من علمهم وورعهم.

في المقلب الآخر نجد هذا الشعب الموالي العزيز الطيب. هذا الشعب الذي عانى الحروب والويلات والذي قدم التضحيات ولا زال واقفاً. هو هذا الشعب المحب والمتعاطف مع سادته والذي يفديهم بالمهج والأرواح.
ينتشر شعبنا بين الوطن والمغتربات من أطراف أمريكا إلى تشعبات أوروبا ومجاهل أفريقيا. ومن الدول العربية إلى أستراليا وغيرها. هم ينشطون كل في مكانه ومن موقعه جاهدين وعاملين في سبيل الحياة الكريمة والشريفة.

مقلبا المعادلة الواردان أعلاه كانا ليشكلا كمال المشهدية بين راع واع ورعية أمينة. ولما لم يكن الكمال ممكناً كان لابد من تعكير هذا الصفو بفئة ثالثة تصنع الخلافات والتناقضات وتعتاش منها.

الفئة الثالثة هي فئة السماسرة وتجار الكلام والمواقف. هم حديثو النعمة الذين ركبوا الموجة. هم رأسماليون لا هم لهم إلا كدس الأموال مستخدمين بذلك كل السبل ولا سيما منها التمظهر بالدين والتمسح بالشرفاء. هم ذاتهم هؤلاء الذين لا يرف لهم جفن في مواجهة حاجات الناس وأمور حياتها الملحة. لا بل هم يتفننون في نصب المكائد والإلتفاف والشدة على كل شريف يقف ليطالب بحق أو بمصلحة له ولعياله. هم من تعرفهم الناس وقد غشوا الراعي يوم الإنتخاب والتعيين وانقلبوا ذئاباً تنهش لحم الرعية يوم نزلوا بين الناس ليؤدوا مسؤوليات مدنية ومجتمعية.

الفئة الثالثة بلاء لو تعلمون عظيم!

فهي تقهر كلا من الراعي والرعية. تقهر الرعية من خلال اغتصاب حقوقها وحجب مستحقاتها والتهكم عليها بكراماتها.
وتقهر الراعي لأنها تقهر الناس بسيفه وتحمل الطيبين منهم على النقمة على هذا الراعي ظانين خطأ أنه الموجه والداعم لهذه الأخطاء القاتلة.

الفئة الثالثة معروفة وإن أردتم الإستزادة من رؤيتهم شاهدوا كل هذه التقارير والصور المتلفزة وغير المتلفزة وابحثوا عن الأكثر تصديرا (من صدر) والأكبر ابتسامة والأقل روحا وطهرا أمام عدسة الكاميرا.

والله من وراء القصد.

نضال

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …