الصورة التي بدت أكثر غرابة بين الصور التي وزعت في إطار الكشف عن طبيعة المضبوطات التي صادرتها قوى الامن الداخلي بعيد نهاية العملية الامنية التي استهدفت المبنى “ب” في سجن رومية قبل يومين، كانت صورة الغرفة ذات الرفوف الخشبية التي تحمل أجهزة الكترونية حديثة ومتطورة وبدت منسقة في التوصيلات السلكية بين بعضها وكأنها غرفة عمليات قائمة بذاتها. وقد تحوّلت الصورة مادة للتندر يتم تداولها عبر “واتس اب” ووسائل التواصل. وتوحي فضلاً عن انها تحكي الكثير عما يحتويه السجن، بأن المبنى لم يكن يضم سجناء يقضون فترة أحكامهم، بل تؤكد معلومات تم تداولها وتقاطعت في الكثير من المحطات عن تحوله الى مبنى لقيادة العمليات الارهابية وتجنيد الانتحاريين وعمليات الخطف والتفاوض على المخطوفين وغيره من عمليات إيذاء لا تخطر على بال بشر.
الصورة وحدها تحكي قصصا وحكايا اغرب من الخيال، وتدل على حقيقة واحدة لا جدال فيها، وهي أن الدولة بكل أجهزتها كانت أسيرة الصفقات المشبوهة، التي عقدت في كل المراحل، داخل المبنى “ب” من مباني سجن رومية، طيلة الفترات الماضية، وان سجانيها كانوا هم النزلاء في داخل المبنى وليس العكس ابداً. ومن يدري ربما كان ثمة مبان أخرى، قد تكون الصور من داخلها أدهى وأشد وطأة، ولم يحن دورها بعد.
وللتعرف على طبيعة هذه الصورة، سألت “النهار” مصدراً أمنياً عن محتوياتها، فأكد لنا ان هذه الصورة للأسف هي جزء من المشهد الذي كانت عليه إحدى غرف المبنى “ب” في سجن رومية وان الاجهزة التي تظهر في الصورة هي أجهزة الكترونية مختلفة، لتقوية الارسال والتقاط اشارات الشبكات العنكبوتية المتعلقة بالانترنت، ومنها أجهزة ادارة كاميرات تصوير يمكن ان تصوّر ما يحدث في المحيط، وتخزن شرائط الصور في ذاكرتها الذاتية لحوالى اكثر من شهر بشكل متواصل ليل نهار، ويمكن عرضها لاحقاً من خلال ارسالها الى الخارج او عرضها على شاشات التلفزة الخاصة او شاشات الكومبيوتر الذي كانت بحوزة نزلاء المبنى من الارهابيين. بالاضافة الى اجهزة لتقوية الصوت وغيرها من وسائل الاتصال المتطورة التي تؤكد الكثير من المعلومات التي تم تداولها سابقا في هذا السياق، لا سيما وان طبيعة المضبوطات التي لم يعلن عنها بعد بحسب المصدر الامني، قد تكون أخطر.
وهنا سألنا المصدر الامني عما اذا كان يقصد بقوله المتفجرات والاسلحة التي حكي عنها سابقا في رومية بين المضبوطات، فقال:”لم نعثر على أي متفجرات او اسلحة، لكننا عثرنا على مضبوطات ممنوعة لا يمكن ان تجدها في أي سجن من سجون العالم. ولم ينف القول بإمكانية ان يكون المبنى ب قد استخدم سابقا كغرفة عمليات تنسيقية بين حركات ارهابية على مستوى المنطقة”، مشيراً الى “اننا بصدد التحقق من كل تلك المعلومات ومن كل ما قيل في هذا الاطار لا سيما وان المؤشرات الاولية تدل على ان هذا الكلام كان صحيحاً بنسبة كبيرة”.
المصدر: النهار