غدي فرنسيس للسيد  حسن: هل أنت بخير؟

اليوم عيد مولد السيد حسن نصرالله ال ٥٦
قرأت ، ثم تلقائياً رحت أفكر، كيف يتوجه الإنسان بمعايدة للسيد حسن في عيد مولده؟
من أين ينتقي اللغة والعبارات؟
 دين؟ سياسة؟ وطن؟ حرب؟
عيد مولده أمر شخصي، ليس عيداً وطنياً،
لكنه السيد ،
 عيده لا يعني الحلوى والشموع،
ولكن ماذا يعني؟
إبنٌ هو جدٌّ هو أبٌ هو زوجٌ هو… بشرٌ هو
كنا نسينا أن نفكر فيه كالبشر العاديين…
نسينا مثلاً أنه لا يستطيع مثلنا أن يسافر أو يمشي في أسواق العواصم أو بين نبض الناس.
حياته عام العام،
هل يسبح في البحر؟
هل يمشي في الحقل؟
 هل يزرع شجرة ويسقي ترابها كل يوم؟
أي حياة يعيش؟
من يكون؟
إلى كل من يحاربه، فكر معي:
 الرجل يعيش للقضية العامة التي ينتمي إليها. هو كشخص ليس ممن يقطفون أثمان توسع حزب الله في الدنيا، فربما دنياه خالية من الترف والغرف والتحف…
حديثي موجه لأعداء حزب الله:
 اكرهوه لكن فكروا معي، هو ماذا يقطف من كل القضية؟ كل القضايا؟
ربما تختلفون وتنتقدون لكن تعالوا نحاول ان نكتب رسائل معايدات صريحة للسيد نصرالله!
سأحاول الآن هنا:
 
عزيزي سيّد حسن
 
كل عام وأنت بخير …
هل أنت بخير؟
 
كيف تبدو لك المرحلة والعمر: ٥٦؟
هل تعبت؟ هل فرحت؟ هل احتفلت؟
من نحن لنعرف حالك وهمّك وثقلُ ما على كتفيك…
تصعب الكتابة عنك لأنه من الأنانية والجهل أن نضع أنفسنا مكانك لنفهم ظروفك وقراراتك وتواصلك ودورك وشبكاتك ومهامك.
من نحن لنفهمك؟
من منا أنجز نصف ربعٍ في المليار مما أنجزت؟
من منا مرّ بما مررت؟
يا ابن الكفاح،
من منا صعد حيث صعدت؟
 
سنوات عمرك مضى أكثر من نصفها في الجهاد،
فعليك السلام
ولدت بفرح الجنوب وتعمدت بالهادي البكر كربلائي الحداد،
فعليك السلام
قبيل أقسى التحديات تركك واستشهد سرك وخليلك العماد،
فعليك السلام
كيف تعيش؟ كيف تشيخ؟ كيف تريح عقلك؟
 
بتّ سيدي
بفعل التجربة والمراحل،
بصراحة بتَّ اليوم قائد تنظيم عسكري عقائدي سياسي إقتصادي إجتماعي
معك عباءة روحية مقدسة بالدين
وكذلك، معك عباءة أرضٍ مقدسة بالدنيا:
أنت سيّد كبير، سيّد للكثير…
سيّد مقاومة
سيّد تحرير
سيّد تموز
سيّد جنوب
سيد جنوب الجنوب في اليمن
سيد شمال الشمال في حلب
سيد شرق الشرق في العراق
سيّد غرب الوسط في أفريقيا
 
سيّد مراحل ومراجل…
فعليك السلام
 
كل عام وأنت بخير
هل أنت بخير؟
 
لا أطمح في مديح أو ولاء
بصدق أخبرك، أنني خلال السنين، عدّلت موقعك في قيادة عقلي
في يوم ما، كنت تجسيد النعمة القيادية الإلهية، لكنك اليوم، غيّرت مكانك
نحبك
نجلّك
نحترمك
ولكنك، تغيرت وغيرت مكانك ومكانتك
سامح وضوحي لكنني أعترف لك في عيدك: منذ عشرة أعوام كنت أعبر من قريتي إلى ضاحيتك لكي أنتمي لأشرف الناس الذين كنت لهم عنواناً وبوصلة
أما اليوم، أجد نفسي متعبة، مثلك، ولا يجرني أي شيء لهتاف أو تصفيق في مهرجان أو خطاب… أجد نفسي وفي ذكرى عيدك، متعاطفة معك، متفهمة لموقعك، متقلّبة مثلك ومثل بلادي وأبناء بلادي..
بإسمي وبإسمهم أعايدك
كل عام وأنت بخير
وأسألك،
هل أنت بخير
 
غدي فرنسيس
 

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …