هي شبهة كبيرة دُفع الحزب في لبنان لخوض غمارها مجاراةً لما اقدمت عليه باقي الأحزاب والتكتلات السياسية.
هذه الشبهة التي ما عادت حكراً على طائفة أو حزب تتمثل بإستثمار لسان وصراخ إعلامي من طائفة أو حزب منافس.
يؤتى بالرجل وينفخ به ويُفتح له هواء الإذاعات وشاشات التلفزة ويُستقبل من قبل رجالات الصف الأول ويتم استقباله وإجلاسه في مقدمة الإحتفالات الجماهيرية والبلدية.
وهكذا يصبح الرجل لسان حال الأمة والمعبر عن خلجات أفكارها و”فاشش خلق” عجزتها ولكأن الله خلق الرجل وكسر بعده القالب.
وهكذا تعج برامج قبل الظهيرة وبعد العشاء المتلفزة بهذه الثلة الأنيقة والمنمقة والتي استقت الأسرار من القيادات والتي لها جرأة الشتم والقَدْح والذم على الهواء مع مذيعين مبهورين ومسرورين أن جاء من يعبر عن أساسريرهم في حق الخصم والمناوئ والعدو القابع على الشاشة المنافسة.
كل هذا بات جزء من المشهد العام والمعتاد والذي يتابعه الجمهور تماماً كما يتابع المسلسلات التركية أم خمسمئة حلقة والتي يحتاج فيها البطل الى خمسين حلقة ليقول للبطلة كلمة أحبك في قصة حب فاشلة تنتهي بموت أحد البطلين.
إلا أن الجديد هو أخذ هذه الظاهرة منحىً جديداً استشاط فيه بعض هذه الدمى المنتفخة ليصدق زوراً تحوله الى الزعيم الوطني ورئيس التيار وقائد الأمة وليتهجم على رجال العلم والمعرفة والثقافة والرأي. من هؤلاء من بات يسمح لنفسه بهتك حرمات واحترام اهل الوعي في البلد.
من هنا يربأ أهل الثقة بالمقاومة وسيدها من أن يخوضوا في هكذا وسائل مفضوحة والتي باتت تخدش ثقة وحب هذه البيئة الحاضنة.
هي الأصالة وهو الصدق اللذان يصنعان دفء الإحتضان الواسع. وكفى الله المؤمنين!
نضال
الوسومرأي
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …