لولا أوتينا كلمتي شكراً وعذراً لما كنا بشراً…
نحن المتفاعلون دوماً مع سماحة الأمين على الدماء، وبالتحديد ذووا العقول العاملة منا، إنما نتفاعل من قبيل الفهم والوعي والتحليل والتبني عن قناعة، وحتماً لسنا من الصديقين الذين أقفلوا عقولهم على أمر ما ورموا المفاتيح…
قرار حكومة المصلحة الوطنية كان صادما. من الناس من نفض يده كاليائس من كل أمر. ومنهم من قال القيادة قررت فإذا القيادة على حق والنقاش حرام. ومنا من قال ما هذا الحاصل وما معناه وما مبرراته. يوم تكلم سماحة السيد لم يشرح الأسباب. يومها وقفنا وسألنا لماذا وعدم الجواب إنما أكد على خطورة الموقف الذي أدى إلى هكذا تحالف.
اليوم بدأت الأمور تتكشف. هناك جهة تريد لأنشودة الفتنة المذهبية التي اعتدنا سماعها مع ما يشبه اليقين بأنها لا تحدث، هناك جهة تعمل على الأرض بدون تعب أو ملل ولعلها كادت تبلغ هدفها وتصرخ بهذا اللحن المقيت على أرض الواقع. أحد الموقوفين يعترف اليوم بخطط لإشعال حرب ومجازر بين طريق الجديدة والشياح. مجرد تصور الفكرة أمر مرعب. عندنا رجال أشداء إذا ما بلوا أيديهم أركعوا اسرائيل. أما طريق الجديدة فلو سلمنا جدلا أن ليس فيها من يرد البأس فإن في القلمون وحلب من ينتظر أن تفتح هكذا جبهة حتى ينال مراده من حوريات الأرض والسماء.
إذا هي هذه الإعترافات التي بلغت الرياض وحارة حريك في عتمة إحدى الليالي فأدت إلى هذا الحلف والذي هو مرشح ليكون جبهة في الأيام القادمة في وجه التكفيريين.
لقد عرف من هم في واجهة الإشتباك السياسي أن كل مناكفاتهم مجرد مزاح في مقابل ما كان ولا زال يحضر للمسلمين في لبنان.
لعل ما يؤكد هذا التحليل هو موقف الأكثر إجراما والقابع في معراب. مجرد معارضة هذا الرجل لهكذا مصالحة هو أبرز دليل على صحتها. التقاتل السني الشيعي في لبنان هو منوة عين الحكيم الذي يستطيع حينها المنادات بفيدراليته على حساب الدولة.
جليد الصدمة بدأ بالذوبان. مرة جديدة يثبت السيد والقيادة من خلفه عمق الوعي والحنكة والحكمة في التعاطي. السيد كان الأكثر خلقاً واستيعابا لشكوى البعض منا. بعض مدعي الولاء شغلوا محركات شتائمهم فيما وجد بعض أقطاب مص دمائنا الآخرين فرصة للتعالي والتشفي.
عذراً سماحة السيد فأنت رمز إنسانيتنا وحجتنا على بارئنا وحجته جل وعلا فينا. الله يحميك!
نضال