الديار: هل سيصافح الراعي مسؤولين اسرائيليين؟
الأحد, 04 أيار 2014 04:12
الكاتب: الديار
هل سيصافح الراعي المسؤولين الاسرائيليين لدى نزوله من الطائرة مع البابا؟
السفير الاميركي الى السعودية وأبادي عند بري وعسيري بدأ اتصالاته بالرؤساء
اشتباكات بين حزب الله والنصرة في جرود بريتال والامن العام يوقف 49 فلسطينيا وسوريا مخالفاً
يبدو أن الطبقة السياسية غير قادرة على انتاج انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لذلك تكثفت حركة السفراء وبدأت البلاد تشهد تزايداً في حركتهم واتصالاتهم. وصدر مساء أمس بيان عن السفارة الاميركية في بيروت يشير الى مغادرة السفير ديفيد هيل لبنان الى السعودية لبحث الاستحقاق الرئاسي مع المسؤولين السعوديين ورئىس الحكومة السابق سعد الحريري، وفي ذات الوقت تحرك سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية غضنفر ركن ابادي على خط الرئيس بري لبحث موضوع الاستحقاق وملفات عديدة، كذلك بدأ سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري نشاطه الرسمي بعد عودته، بسلسلة اتصالات مع الرؤساء والوزراء بشأن الاستحقاق رغم تأكيده ان اللبنانيين هم من سيختارون رئىسهم.
ورغم كل هذه الحركة الديبلوماسية، فان انتخاب رئيس صنع في لبنان صعب ومستحيل، فالدول الكبرى كلها تتحرك وكذلك الدول الاقليمية ايضاً، وسجل في هذا الاطار اتصال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالرئيس الحريري وبالنائب وليد جنبلاط الى تحرك واشنطن وايران والسعودية. ويبدو ان الدول الكبرى، ولأهمية الملف الرئاسي، تسعى الى انتاج رئيس خلال المهلة الدستورية حتى 25 ايار الجاري، لكن هذا الامر صعب جداً حتى الآن ولا يبدو في الافق احتمال انتخاب رئيس للجمهورية في المهلة الدستورية والبلاد مقبلة على الفراغ. لكن «الترويكا» الديبلوماسية الاميركية الايرانية السعودية هي التي تتولى ادارة الملف الرئاسي في ظل عجز الطبقة السياسية اللبنانية التي تنتظر حركة هذا «الثالوث الديبلوماسي».
اما الرئيس نبيه بري فاشار الى انه ينتظر ما ستؤول اليه الامور في جلسة الاربعاء مؤكداً ان كتلة التحرير والتنمية ستحضر الجلسة، لكن بري ابدى تخوفه على الاستحقاق في حال لم يكتمل النصاب في جلسة الاربعاء وعندها سيبدأ تحركاً مغايراً. فيما كل الدلائل تؤكد ان مصير جلسة الاربعاء سيكون كمصير الجلسات السابقة.
ولكن اللافت ان نواب معظم الكتل النيابية بدأوا التحذير من الفراغ وبانه ليس لدى 8 و14 آذار الاكثرية لانتخاب رئيس من صفوفها، ولا حل الا بالموافقة على اسم توافقي، وهذا الامر لا مهرب منه، لكن مواصفات الرئيس التوافقي لم تنضج بعد ولم تبدأ اتصالات البحث باسم توافقي حتى الآن.
14 آذار والتمسك بجعجع
لكن مصادر 14 آذار نفت المعلومات بانها تتجه للتخلي عن ترشيح الدكتور سمير جعجع لمصلحة قيادي آخر ستتبناه في الدورات اللاحقة. واشارت الى ان قوى 14 آذار متضامنة خلف هذا الترشيح لكن ذلك لا يعني ان 14 آذار ليست منفتحة على سائر الاحتمالات، غير ان اي جديد لم يطرأ حتى الساعة على مواقف قوى 8 آذار.
زيارة البطريرك الراعي برفقة البابا الى الاراضي المقدسة
لكن الملف البارز الذي طغى وتقدم على كل الملفات، كان خبر مرافقة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للبنان في زيارته الى الاراضي المقدسة، واحيطت الزيارة بردود فعل مختلفة، لكن لم يعرف كيف سيتصرف البطريرك الراعي لدى نزوله من الطائرة في القدس مع اعضاء الوفد المرافق للبابا، حيث سيكون المسؤولون الاسرائيليون في استقبالهم، فهل سيصافح المسؤولين الاسرائيليين ام سيتجنب ذلك؟ وكيف سيتعامل مع الموقف؟
وقد اوضح مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده ابو كسم من لورد، حيث يواكب زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ان الزيارة التي يزمع البطريرك القيام بها الى الاراضي المقدسة تأتي:
اولا: في اطار استقباله قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس على اراضي النطاق البطريركي، وليس في اطار مرافقة قداسته في عداد الوفد البابوي.
ثانيا: لن يلتقي غبطته اي مسؤول اسرائيلي والحديث عن التطبيع وما سوى ذلك مما ينشر ويذاع من تحليلات هو في غير محله وعار عن الصحة.
ثالثا: وفي المناسبة يقوم غبطته بالزيارة الرعوية في الاراضي البطريركية وسيزور الرعايا المارونية في الاراضي المقدسة، ومن المتوقع ان يلبي دعوة رسمية لرئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس.
كما اشار النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم إلى أنه «بصرف النظر عن أنه يحق لكل مسيحي زيارة الأراضي المقدسة، نعرف أن هناك قطيعة وعداوة بين لبنان وإسرائيل ومعظم الدول العربية، وإذا ذهب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لزيارة الأراضي المقدسة واستقبال البابا، فهذا لا يعني تنازله عن كل هذه الأمور»، سائلا: «لماذا سيشكل هذا الأمر أزمة داخل لبنان؟». وأكد مظلوم أن «البطريرك لا يقيم معاهدة مع إسرائيل ليختلف الناس على زيارته»، لافتا إلى أن «موقف البطريرك والبطريركية واضح من هذا الأمر، وموقف البطريرك من إسرائيل ثابت»، داعيا «لعدم المزايدة على البطريركية بالقول أن الراعي يريد مصالحة إسرائيل».