السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا عمر أشهب من المغرب وتلميذ في مدرسة المفكر والمرشد الإسلامي الكبير مؤسس جماعة العدل والإحسان بالمغرب عبد السلام ياسين . وفي نفس الوقت فأنا أخ ومحب لسماحة السيد محمد حسين فضل الله عليه السلام بل ممن تعلقوا به بعمق منذ الصغر كنت ولا أزال أكن له الحب والتقدير وأحترق لمغادرته هذا العالم وأعتبر وفاته خسارة كبرى ليس للأمة الإسلامية فقط سواء سنة أو شيعة بل للإنسانية جمعاء ..
ومما زاد تعظيمي لهذا الرجل العظيم هو أنني عندما بدأت بالقراءة للمفكر الإسلامي عبد السلام ياسين كان يتكلم عنه بنوع من التوقير والتبجيل والإحترام , وبعد أن انضممت لهذه المدرسة مدرسة المرشد عبد السلام ياسين التي هي جماعة العدل والإحسان وذلك سنة 1995 بدأت أفهم سماحة السيد عليه السلام أكثر من السابق , وأعتبره عليه السلام الجسر الواصل بين الأجيال سنة وشيعة ومسيحيين وغيرهم وخصوصا بين الأمة الإسلامية ,وأكثر ما أتحسر له هو أنّه عليه السلام لم تستوعبه جلّ المدارس الشيعية والتي كان من المفروض أن تستفيد منه ومن أفكاره الرائدة والمجددة والثائرة ضد كل المخلافات التاريخية والوقوف على منبع الصفاء والأخذ عنه منبع النبوة والقرآن وهمها المصدرين الخالدين اللذين تربيا عندهما كل أئمة أهل البيت عليهم السلم .
وسبحان الله العظيم فأنا من متابعي قناة الإيمان وممن يستمعون باهتمام إذا سنحت لي الفرصة للشيخ ياسر عودة وكنت دائما ولا أزال أعتبره قمة في همة وقد ضربت به المثل للكثرين من الإسلاميين في وفاء الصحبة والمحبة والتلمذة والقايم بالواجب , وأعتبره نموذج لما كان يطمح إليه سماحة السيد عليه السلام في بناء الإنسان المسلم المتكامل , المسلم الذي يستخدم غاية عقله وفكره في استنباط الدرر والجواهر وفي اكتشاف المجهول والتأمل في عظمة الجليل سبحانه وتعالى , ويتطلع بروحه ونفسه إلى معالي الامور دون سفسافها .
فهنيئاً لسيدي ياسر عودة بهذا القبول الذي وضعه له الله تعالى في قلوب العباد فوالله ودون تكلف كنت أراك على الشاشة فأحبك في الله دون أن أفكر أو أعرفك حتى .. وبما أن في عالمنا العربي وفي المغرب بالخصوص بلدي الأم هناك ناس ضيقي الأفق لا يعرفون من تاريخهم إلاّ ما قال يزيد العربيد ووالده معاوية فيضيقون بي صدراً إذا انا أظهرت لهم حبي لكم بل هناك من يدعون انهم يعرفون تاريخهم ولكنهم إذا خبرتهم وجدتهم ينافقون ويظهرون غير ما يخفون وهم كاذبون .. وأنا منذ أن عرفت السيد عليه السلام لم أخفي ذلك ولا أستره بل أعلنت ذلك عبر لقاءات متعددة وحوارات مترددة وعبر كل ما كتبته بكل وضوح وصراحة وقد لاقيت من جراء ذلك عنتاً عظيما ممن أحب فضربت بكل من لا يحب سماحة السيد عليه السلام ضربت بمحبته عرض الحائط ولم أكثرت له, فسماحة السيد يمثل بالنسبة لنا خطاً إسلاميا نبوياً قرآنياً خالصاً لا تشوبه شائبة .
وأعتذر عن هذه الإرتجالية التي كتبت بها هذه الكلمات وعسى أن يشفع لنا فيها بنا الكامل الذي نبادله لكم في شخص سماحة السيد عليه السلام .
ودمتم في عناية الله ورعايته وحفظكم الله من كل سوء وكفاكم شر أعدائكم وردهم خائبين حاسرين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخوكم المخلص : عمر أشهب
ملاحظة: وردت عبر الإنبوكس في تشرين أول ٢٠١٢