دمشق الآن:
عكست مصادر قريبة من الرئيس السوري بشار الاسد «اطمئناناً حذراً» حيال ما وصفته بـ «التراجع الظاهر في خطط الغرب لضرب سورية». وقالت هذه المصادر لـ «الراي» في سياق عرْضها لما بلغه الموقف في ضوء التحركات العسكرية والديبلوماسية ان هذا التراجع في خطط الغرب مردّه الى عوامل عدة متداخلة، منها:
اولاً: وجود فريق الامم المتحدة في دمشق، والمكوّن من خبراء في اطار مهمة تحديد ما حدث في غوطة دمشق (يغادر صباح غد بحسب ما أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون).
ثانياً: عدم حماسة الرأي العام الدولي لدخول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ومعهما فرنسا، في حرب جديدة في الشرق الاوسط، في الوقت الذي ما زالت ذيول حربيْ العراق وأفغانستان ماثلة للعيان، وهما الحربان اللتان لم تؤديا الا الى الخراب ولم تحققا ايّ أهداف استراتيجية.
ثالثاً: امن اسرائيل المهدَّد، والذي لم تتردد سورية وحلفاؤها في التلويح بالقفز فوقه في حال أراد الغرب قلب النظام في سورية واستبداله بإيصال التكفيريين الى الحكم.
رابعاً: ما كشفته المعلومات الاستخباراتية ورصْد الاتصالات، اضافة الى مساعدة من المخابرات الاردنية، في شأن الخطة الحقيقية من وراء الحشد الغربي والهادفة الى قلب النظام عبر تهيئة نحو ثلاثة آلاف ضابط وجندي من المعارضة السورية جرى تدريبهم على ايدي القوات الاميركية الخاصة و«المارينز» في الاردن وجُهزوا بآلياتهم ومدرعاتهم للدخول الى دمشق واحتلالها تحت غطاء صواريخ «توما هوك» الاميركية، وأثناء ما يسمى بالضربة التأديبية.
خامساً: مواقف وتحركات ايران و«حزب الله» واستعداداتهما، كما استعداد روسيا لحماية عامليها في سورية.
كل هذه العوامل ادت، بحسب المصادر القريبة من الاسد الى «فرْملة ساعة الصفر لبدء العمليات والتي كانت مقررة، استناداً الى ما اعلنته اسرائيل، خلال 24 ساعة»، مستبعدة «حصول اي شيء هذا الاسبوع».
وأكدت المصادر عيْنها ان «الجيش السوري، الذي ادرك ما يُخطَّط لدمشق، اتخذ سلسلة تدابير تمنع اي قوة من اختراق العاصمة، وشدد هجومه الاختراقي في الغوطة، وسيعمل على استكمال السيطرة على ريف دمشق مهما كانت الاثمان والنتائج».
ورغم البلبلة التي سادت خلال الساعات الماضية بشأن الضربة (وكالات)، استمرت الاستعدادات العسكرية لها على قدم وساق، واكد مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان الولايات المتحدة سترسل المدمرة «ستاوت» الى قبالة السواحل السورية ما يرفع عدد المدمرات الاميركية في شرق المتوسط الى خمس.
كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن ارسال ست مقاتلات متطورة من طراز «تايفون» الى القاعدة البريطانية في جزيرة قبرص ضمن ما وصفته بالخطط الاحترازية.
وجددت وزارة الدفاع تأكيد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بأن الحكومة لم تتخذ قرارا بشن هجمات عسكرية ضد سورية، مشيرة الى ان القرار الاخير سيصوت عليه اعضاء مجلس العموم قبل المشاركة في اي عمل عسكري ضد النظام السوري.
وأكد كاميرون خلال مناقشة اقتراح بشأن توجيه ضربة الى سورية في مجلس العموم اقتناعه بان النظام السوري شن هجوما كيماويا في 21 اغسطس لكنه اقر بان مسؤولية هذا النظام «غير مؤكدة بنسبة مئة في المئة». ورفض حزب العمال المعارض دعم الاقتراح.