ينشأ الواحد منا طفلاً وفتى فرجلا. ولعل أجمل المراحل وأصعبها هي تلك التي يُكوِّن الواحد فيها شخصية ورأيا ومقدرة على التعبير وامتلاكاً لحق وقدرة الرد!
وما ينطبق على الأفراد ينطبق على المجموعات وإن كانت القدرات المطلوبة والمسؤوليات والإنجازات أكبر وبكبر التجربة والطموح!
ومن هنا ننطلق للنظر إلى رد المقاومة في شبعا ظهر البارحة.
هو هذا الجمع من الناس في جبل عامل ولبنان الذي عاش براءة وسذاجة طويلة. والذي عانى وعاش المهانة أعواماً. والذي راكم معرفة وتجربة وقوة ولازال يكبر إلى أن بلغ ذروةً.
نعم ما حصل البارحة هو ترجمة لذروة أمر عظيم وكبير.
صحيح أن المقاومة أصيبت إصابة بليغة يوم سقط لها شهداء في القنيطرة. لكن هذه المقاومة بلغت من القدرة والقوة مكانا رفيعاً ظهر على الشكل التالي:
– استيعاب الصدمة: وقد تمثل ذلك بإعلان الأمر بتفاصيله فور حدوثه. كما كان هذا الهدوء والصمت الكبيرين الذين أوحيا أن عقلا كبيرا وهامات أكبر جلست تحلل وتخطط.
– الإحتضان المثالي: الكل بإستثناء العدو والعميل المعلن قاموا لإحتضان الشهداء وتضحياتهم، داخليا وعربيا وعالميا.
– الهيبة المحفوظة: والتي تمثلت بمسارعة العدو للتبرير ومحاولة التملص. كما تمثلت هذه الهيبة المحفوظة بهرولة سفراء وممثلي دول للوقوف عند خاطر المقاومة واستمزاجها وطرح المخارج.
– الرد البليغ: وتقاس البلاغة بالقدرة على الرد والإفهام والإقناع بأقل جهد ممكن. وهكذا كان رد المقاومة. رد موضعي سريع محكم كامل النتائج وبدون خسائر. رد لا يقوى فيه الخصم على الرد!
إذا اجتمعت إخفاقات ونجاحات المقاومة وتعاظمت إلى ذروة استطاعت معها توجيه ضربة مؤلمة حد الموت الى عدو شرس ومدجج بالسلاح والعتاد وفي وضح النهار وخلف سياجه وتحصيناته وفي عز تأهبه واستعداده للمواجهة.
حصلت الضربة وتألم العدو فاجتمع وتداول ودرس ليقرر عدم الرد!
نعم وبعون الله وحمده وبالتجربة والبرهان فلقد بلغت هذه الأمة من القوة ما وضع في يدها حق الرد وفي يدها الأخرى القدرة على الرد فضربت وردت وساعة فعلت لم يقوَ العدو على الوقوف والمواجهة فصمت وقعد!
هي بداية النهاية… شكرًا لنعالكم يا أشراف أمتنا!
نضال بيضون
Bintjubayl.com