حجاج مقام أم تكفير وحرام؟

مجموعة من المؤمنين، حملتهم طيبتهم وطهرهم وعشقهم لآل البيت عليهم السلام. ركبوا الخطر وهم علموا وخبروا قساوة ما يحدث في سوريا وآلوا على أنفسهم إلا أن يعبروها إلى مقام الحبيب. كان لرحلة العشق والعبادة هذه أن تمر مثل أخوات كثيرات لها لولا أن أصل وجود هذا الفكر وهذه النظرية ومن يحملها كان ولا يزال يؤرق شلة التكفيريين القائمين على مستوى دول وأنظمة وجماعات. ولولا أنهم ظنوا أنها حركة موجعة أو ‘فركة إذن’ يربون بها خط التشيع القائم انطلاقا من لبنان وإلى كل العالم.

حدد الهدف ب ‘فركة الإذن’ فيتم بذلك كبح جماح المقاومة وبالتالي حصارها والتضييق عليها ومنعها من خوض معركة خط الدفاع الأول في سوريا. وليس خافيا أنه متى ما انتهت المعركة هناك لا سمح الله فإن الهدف المقبل سيكون في لبنان٠ وبعد تحديد الهدف على مستوى السعودية وتركيا وقطر. جاء دور فريق المستقبل في تأمين الجانب التنظيمي للعملية وذلك عن طريق صلاحيات مطلقة أعطيت لعقاب صقر لإنجاز المهمة. أما الجانب العملاني على الأرض فلقد أوكل إلى عصابات مسلحة في شمال سوريا يتزعمها المدعو أبو ابراهيم.

انطلقت العملية وتمت مواكبة الحجاج من لبنان وعبر سوريا الى الحدود التركية. ومن ثم وهم في طريق العودة في تركيا والى أن دخلوا الأراضي السورية. بمجرد عبور الحجاج الحدود أطبق عليهم المسلحون لتتم المرحلة الأولى من العملية التي يسيطر فيها قطاع طرق مدججون بالسلاح على فريق من حجاج ليس في جعبتهم أكثر من قرص صلاة وكتاب دعاء!

وهنا وبغباء مفرط وكمن لم يصدق فعلته كشف الخاطفون كل أوراقهم.

فلتنسحب المقاومة من سوريا وليعتذر السيد!

هم ظنوا أن النظام الى سقوط وان الموضوع سيساعدهم في الانتقال بسرعة للتعامل مع المقاومة التي تعاطت بهدوء تام كونها تفهم ابعاد ما يخطط لها.

صمد النظام ونفذت المقاومة خطتها الدفاعية ولم يسقط النظام ولم يعتذر السيد.

في ظل هذا الفشل الذريع باتت حياة المخطوفين في خطر. بات المسؤول المباشر عنهم المسلحين حصريا والذين حاولوا تحقيق بعض المكاسب المالية والذين كان ممكناً لهم ان يصفوا الرهائن في ظل عدم القدرة على التفاوض مع عصابات لا عقل ولا رأس يمون عليها.

في هذا الوقت برزت القطبة المخفية والتي تمثلت بخطف الطيارين التركيين في بيروت. فجأة بات للمخطوفين اللبنانيين في أعزاز قيمة لا تقل عن قيمة طيارين تركيين وضغط اعلامي وشعبي تركي على أبواب انتخابات غير مضمونة النتائج.

أضف الى ذلك عوامل الانفراج الإيراني الأمريكي. والتمايز القطري السعودي والإنقلاب القطري الذي جمعته المقاومة بحكمة وإتقان وزودت به اللاعب الرسمي ذي المصداقية العالية اللواء عباس إبراهيم والذي أجاد التنفيذ بإخلاص وجرأة وإتقان.

ونجحت العملية التي لاتقل شأنا عن أي من عمليات التبادل التي خاضها لبنان مع الكيان.

لذلك كان الشكر موجها لجهة أكثر من جهات أخرى في نهاية العملية. وليسمح لنا البعض بعدم المزايدة على من سجن لعام ونصف وتعرض للتعذيب دفاعا عن ملة بكاملها. هؤلاء الرجال هم أهل للأوسمة وما عانوه كان دفاعا عن كثير من المناصب والكراسي!

قرأها نضال.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …