بالصورة يوم دخل السيد حسن إلى معتقل الخيام

محمود زيات 

السيد حسن نصرالله، امين عام «حزب الله»… وبعد ايام قليلة على تحرير الجنوب في ايار العام 2000، حلَّ ضيفا عزيزا على ارض معتقل الخيام، المعتقل الذي ذاع صيته على انه احد اخطر المعتقلات الاسرائيلية وقد سعى الاحتلال الى «لبننته» من خلال عصابات من العملاء، كانت تزج بالمئات من الجنوبيين الرافضين للاحتلال، اضافة الى معتقلين مقاومين.

 

«السيد» يتفقد زنازين المعتقل، ويجول بين سراديبه المعتمة، يتوقف امام غرفة التحقيق، ينظر الى ادوات التعذيب التي تركها الجلادون على الارض حين غادروا المعتقل على عجل، تاركين المعتقلين في زنازينهم المقفلة بالاغلال والاقفال،..تقوده الجولة الى الزنازين الافرادية التي خصصها المحتل للمقاومين الذين اوجعوه اكثر، زنازين ضيقة شهدت لبطولات اسرى ومعتقلين مقاومين، منهم من قضى تحت التعذيب، ومنهم من بقي لسنوات، حتى اخرجته جموع «الخياميين» التي اقتحمت المعتقل، بالتزامن مع فرار الجلادين بسياراتهم الى المقلب الاخر من الحدود.

 

من معاني ان يكون «السيد» هنا… في ارض الخيام، ان المشهد اكتمل، ليكون كابوسا مزعجا لجنرالات الحرب الاسرائيليين الذين خرجوا للتو من الجنوب وهم خائبون.. لقد تغير الزمن، لن يكون باستطاعتهم بعد اليوم، تجاوز الحدود.. الامر بات مغامرة غير محسوبة قد تأتي بالويلات.. لقد اصبح في الجنوب من يردعهم!.

 

زمن التحرير.. انه الزمن المزعج للاسرائيلين، وما زاد من ازعاجه، تلك الزيارة لـ «السيد» الذي جال يومها في الجنوب من غربه فشماله..الى شرقه فجنوبه، لكن لقد يُعقل ان ينزعج جنرالات الحرب الاسرائيليين من مجرد صورة فوتوغرافية التقطت للسيد نصرالله وهو يتأمل الزنزانة الافرادية التي امضت فيها المقاومة الشيوعية سهى بشارة عشر سنوات، في ظروف صعبة؟، يعقل حين تكون الصورة ليست مجرد صورة فوتوغرافية، وانما تأريخا لهزيمة محتل وانتصار مقاومة.

 

الصورة التي انتشرت ووصلت الى العيون الاسرائيلية التي انزعجت لانها تؤرخ للحظة نادرة..كانت حصيلـة سنوات من المقاومة والمعاناة وحكايا الاسر والاعتقال والتعذيب طالت المئـات من اللبنانيين، تؤرخ لحقبة من تاريخ المقاومة اللبنانية، بكافة تلاوينها، ومسيرتها التي امتدت لكل تلك السنوات، لتصل الى اللحظة التي شدّت انظار العالم وفاجأت صنّاع القرار واذهلت شعوب الارض واذلّت المحتل… امين عام حزب الله في لحظة تأمل عند عتبة سهى بشارة… التي اكدت قدرة المقاومة في الوصول الى عقر دار كبار عملائهم، وتطلق النار على صدر رمز العمالة… فكانت تحية تقدير وجهها «السيد» لسهى.. قبل ستة عشر عاما.

 

جميلة كانت، لحظة التأمل امام زنزانة سهى بشارة.

 

جميلة كانت، الرحابة التي قابلني بها «السيد» لالتقاط تلك الصورة.. الصورة التي ازعجت المحتل.

الديار

  

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …