بازار الرئاسة

بري: صوت مرجِّح للداخل في اختيار الرئيس

ع ع
عماد مرمل
AM 02:38 2014-03-25
قصّ الرئيس نبيه بري «شريط» الاستحقاق الرئاسي، مفتتحا بشكل رسمي السباق الى قصر بعبدا، من خلال إعلانه مع بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية (25 آذار ـ 25 أيار) عن تشكيل لجنة من نواب في «كتلة التنمية والتحرير» للقاء الاطراف السياسية واستشراف توجهاتها، الى جانب مشاورات سيجريها شخصيا مع جميع المعنيين سعيا لتعبيد الطريق نحو جلسة «آمنة» لانتخاب الرئيس المقبل.
وإذا كان البعض في لبنان ينتظر كلمة سر أميركية لمعرفة اسم الرئيس الجديد، فإن السفير دايفيد هيل لا يزال يتجنب في لقاءاته مع الشخصيات اللبنانية التوغل في التفاصيل أو رسم ملامح المرشح المفضل لدى واشنطن، مكتفيا ـ حتى إشعار آخر ـ بترداد الثوابت الاميركية المعروفة على هذا الصعيد وهي: ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ورفض التدخل الخارجي فيها، وتجنب الخوض في الأسماء.
وعُلم ان هيل، الذي زار الرياض خلال فترة «صناعة» الحكومة اللبنانية، سيتوجه اليها مجددا بعد زيارة الرئيس باراك أوباما للسعودية قريبا، حيث سيكون الملف اللبناني أحد بنود القمة السعودية – الاميركية، مع ارتفاع حرارة التحدي الأمني والاستحقاق الرئاسي، علما بأن هيل أبلغ بعض من التقى بهم في بيروت انه سمع من المسؤولين في السعودية، خلال زيارته السابقة لها، حرصا على عدم حصول فتنة سنية – شيعية في لبنان.
وكان هيل قد شارك مؤخرا في اجتماعات نظمتها وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن لسفراء الولايات المتحدة في العالم، من بينهم سفراء الشرق الاوسط، وعُلم انه جرى تخصيص يومين للبنان في هذه الورشة الديبلوماسية الاميركية.
ويؤكد بري لـ«السفير» انه لا ينتظر شخصيا أي إشارات من خلف الحدود لتحديد طريقة مقاربته للاستحقاق الرئاسي، «ومن أراد ان يستعين بصديق، فهو حر.» ويقول: «صحيح ان الخارج له تأثير في الاستحقاق الرئاسي تقليديا، والذي ينكر ذلك لا يكون واقعيا، لكن هذا لا يعني ان الخارج هو الذي يقرر اسم رئيس الجمهورية 100% ويعممه على الكتل النيابية، بل ينظر الى المعطيات الداخلية ويدرسها ويبني عليها الموقف المناسب، وصولا الى محاولة ترجيحه كفة مرشح يمكن ان يفوز على كفة مرشح آخر يمكن ان يفوز أيضا، إلا انه لا يستطيع ان يفرض مرشحاً من الفراغ».
ويضيف بري: «هذه المرة، أعتقد ان المطبخ الداخلي سيكون صاحب الأرجحية في تحديد هوية الرئيس، وسيكون له الصوت الوازن على هذا الصعيد، وأنا سأعمل انطلاقا من ذلك، وسأتحرك في اتجاه تأمين جلسة ناجحة لانتخاب رئيس الجمهورية، بمعزل عن لعبة الأسماء التي لا بد من ان تأخذ مجراها الطبيعي».
يتجنب بري التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي من زاوية التفاؤل أو التشاؤم، «بل على قاعدة ان من واجبنا جميعا العمل الدؤوب لإجراء الانتخابات ضمن المهلة الدستورية المحددة، وتجنب الوقوع في محظورالفراغ على مستوى الرئاسة الأولى، لا سيما ان حساسية هذه المرحلة وحراجتها لا تحتملان بتاتا أمرا من هذا النوع.»
ويشدد على انه ليس بوارد تكرار التجربة التي رافقت الانتخابات الرئاسية السابقة، حين دعا الى أكثر من 18 جلسة من دون طائل، بسبب عدم اكتمال نصاب اي منها، لافتا الانتباه الى انه سيبذل أقصى جهوده «لضمان عقد جلسة ناجحة، مكتملة النصاب، قبل الدعوة اليها».
يشير بري الى ان «الاولوية لديه ستكون لتأمين التوافق على حضور ثلثي النواب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، لأن هذا المبدأ أساسي وحيوي، ولا بأس في ان تتسم هذه العملية الدستورية بقدر من الدينامية»، قائلا: «أين المشكلة إذا كان هناك، على سبيل المثال، عدد من المرشحين وان ينسحب المرشح الذي ينال العدد الأقل من الأصوات، لمصلحة من يحصل على أصوات أكثر، كما يجري في كل دول العالم، إذا لم تُحسم النتيجة من الدورة الأولى؟».
ويلفت الانتباه الى ان «جلسة انتخاب رئيس الجمهورية هي، من حيث الآلية، أسهل من أي جلسة نيابية أخرى، وإذا كانت جلسات الثقة او المناقشة العامة تظل حتى اختتامها مفتوحة على كل الاحتمالات وتتطلب مني ان أظل متيقظا لئلا تفلت من السيطرة، فإن جلسة انتخاب الرئيس هي، متى التأمت، الأكثر سلاسة، وتقتصر على التصويت في صندوق الاقتراع ومن ثم الإعلان عن النتيجة».

المصدر: السفير

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …