بئس الجرأة

يفترض بالجرأة أن تكون قيمة أخلاقية إيجابية يُحمد عليها المرء إذا ما تمتع بها. فيقال مثلاً فلان أبدى جرأة في معركته مع العدو أو فلان جريء بقول الحق في وجه السلطان الجائر أو ان الطفل جريء في مخاطبة الجمع أو الأكبر منه سناً.
يعمد البعض في أيامنا هذه الى وسم تصرفات وأفعال وأقوال هي على الأرجح نابية بالشجاعة في ظل انعدام المبدأ والخلق الذي يميز الشجاعة من قلة الحياء ان لم نقل أكثر. وفي ذلك أمثلة:

– كأن تجلس لتحتسي القهوة وتدخن في رمضان في النهار وفي أحد شوارع الضاحية،

– كأن تقيم حفلة رقص براقصة مكشوفة الجسد يوم عيد الفطر في قرية جنوبية مسلمة،

– كأن تتمسح بحرية الإعلام وتتخذه منصة لشتم طائفة باكملها ونعتها بالجهل والتخلف والرجعية يوم وقف نَفَر منها ليرد تعديات على مقدساتها

– كأن يخرج نَفَر من دارك حاملاً إسم بيتك وبحجة حق المعارضة وينهال عليك صباح مساء بهتانا وتجريحاً وشتماً،

– كأن تكون شيخاً فتعطي لنفسك الحق بهتك مرجعيات دينية على قدر من القداسة لا لشيء الا لأن آرائها الفقهية تتعارض مع آراء مرجعيتك،

– …
ولربما تطول لائحة الأمثلة، إلا أن الثابت والمشترك بين كل هذه الأمثلة هو في انعدام الثقافة وانعدام المبادئ وابتعاد الناس عن الإلتزام الصحيح بالقيم والمبادئ. هي النزوات والمصالح المادية والدنيوية التي تتحكم بالمجتمع وتصرفاته. هو هذا الإنحلال الذي تحول فجوراً والذي يتماشى مع ثقافة التطرف والتقوقع في الخرافة والجهل والذي يجتاح العالم العربي.
ما نشهده ليس جرأة أيها الأحبة. هو فجور وتعدٍ كفانا الله وإياكم شروره ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نضال

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …