عندما يرتدي النفاق لباس التقوى , تقع الكوارث الاخلاقية والسلوكية والدينية والفكرية والثقافية , ولا يمكن تبرير هذه الانحرافات بعنوان طيبة القلب والنيّة الحسنة , وخاصة أن الإمعان والعناد هو المسيطر على المواقف , في ظل ظروف سياسية وأمنية جدّ خطيرة , والفتنة المذهبية تستعرُ في البلاد وتنذر بمأساة لا نظير لها , من هنا تقرأ خلفية الممارسة لأي شخص كان , سواء كانت خلفية جهلٍ , أو خلفية تآمر مع علم مسبق للنتائج التي ستحصل , أو خلفية حب السلطة والتسلّط على الناس بغض النظر عما يحصل وهذا هو الارجح لقراءة ما يحصل من إستباحة المنبر الحسيني في مدينة النبطية الجنوبية , هذه المدينة المعطاءة , التي تملك الكثير من الطاقات الفكرية والثقافية , والتي لم تقصّر يوما في تقديم الشهداء الابطال , والمال الكثير من اجل قضايا وطنية , ومن أجل تكريس الوحدة الوطنية , ومن أجل تحرير الارض والعقل والانسان .عام بعد عام , تمعن السلطة الدينية في مدينة النبطية بتحويل مناسبة عاشوراء محطة لبث ثقافة الاسطرة , مستعينة على ذلك برجال دين لا يجيدون غير السب واللعن, وتُبيح لهم منبر المدينة للهرطقة وبث الخرافات , وتقديم قضية الامام الحسين عليه السلام بشكل أسطوري لا يستوعبه الخيال البشري , وتُغطي كل هذا السلوك المنحرف بهدف تشويه التاريخ الشيعي , بزهد مصطنع يُخفي خلفه ملايين من الدولارات , من عقارات متنوعة وأموالٍ مكدسة في عدة مصارف .
عام بعد عامٍ وهذه السلطة الدينية التي تسعى بكل الوسائل , المشروعة وغير المشروعة , تنكشف على حقيقتها التي يجهلها أغلب الناس , لانها لا تمانع من أن تتعامل مع أي جهة وأن تحارب أي جهة , من أجل الحفاظ على زعامتها المحلية , ولا ثوابت لديها , ولا مشروع فكري واضح .
هذه السلطة الدينية التي حاولت وما زالت تحاول إقناع الناس بأنها أسست المقاومة في لبنان وطبعا هذا كذبا وتزويرا واضحا للتاريخ والحاضر , وإلغاءا لدور القيادات المقاوِمة وللشهداء الذين رسموا بدمائهم خريطة الطريق الاولى للتحرير .
إلى أن وصل الامر بهذه السلطة أن إستحضرت في هذا العام أكثر عمامة نشرا للفتنة المذهبية في العالم بعد ما إستنفذت الفالي لمدة أربع سنوات أمعن فيها نشرَ الجهل والتضليل ,( الشيخ عبد الحميد المهاجر )هذه العمامة العراقية التي تأخذ من أميركا موطنا لها , وعادت إلى العراق بعد الاحتلال الاميركي وأسست جمعية بدعم أميركي , فمن يتحمّل مسؤولية هذه الشُبهات التي إرتبطت بها هذه السلطة , سواء عن علمٍ مسبق منها , أو عن عدم علم ؟؟
بقلم : محمد علي ظاهر