أعرب العالم السني البارز في لبنان الشیخ ماهر حمود عن اعتقاده بأن ابتعاد رئیس جهاز الاستخبارات السعودیة بندر بن سلطان عن الساحة مؤشر واضح علی تغییر في الموقف السعودي تجاه ما یحصل في سوریا، مشیرًا إلی تراجع في الموقف السعودی أیضًا حیال لبنان.
وحذر إمام مسجد القدس في مدینة صیدا بجنوب لبنان في حدیث صحفي نشر الیوم الخمیس من تنامي ظاهرة التکفیریین في لبنان وسوریا والعراق، مشبهًا هؤلاء التکفیریین بـ “الخوارج” من جهة شعاراتهم وهدرهم لدماء الأبریاء والاستهزاء بفتاوی العلماء الکبار. معتبرًا أن ظاهرة التکفیریین بدأت في مصر أواخر السبعینات مع ما تسمی “جماعة التکفیر والهجرة” التي تباهت بقتل الکثیر من علماء الدین علی رأسهم شیخ الأزهر الکبیر ونفذت عملیات تفجیر ضد الشرطة والسیاسیین والمدنیین، ومن ثم انتقلت هذه الظاهرة إلی الجزائر ومنها إلی أفغانستان وباکستان وأندونیسیا وهی الآن في لبنان والعراق وسوریا.
ونبه الشیخ حمود إلی أن “هذه الظاهرة الشاذة الواسعة الانتشار هي أشد خطرًا من الخوارج، بسبب الدعم المادي واللوجستي الکبیر الذي یتلقونه من کثیر من الدول الإقلیمیة والغربیة، وعلی رأسها قطر والسعودیة وأمیرکا، إضافة إلی السلاح الإسرائیلي الکثیر”.
وأشار إلی أن التغییر في مواقف الدول الداعمة للإرهابیین في سوریا بدءًا من قطر مرورًا بترکیا وصولاً إلی السعودیة بعد صمود سوریا في مواجهة الحرب علیها “یفسر بشيء واحد وهو تغیر الموقف من الاعتماد علی هذه الجماعات فی أن تکون الذراع العسکریة للإطاحة بالنظام السوري”.
ورأی أن “الصراع الذي نشهده الیوم یتحول إلی نزاع بین الدول التي بدأت بوقف دعمها للمسلحین وبین الشباب الذین لا یزالون یتوافدون من کل الأقطار إلی سوریا للجهاد بعد التغریر بهم وتضلیلهم بأفکار خاطئة، ولا احد یعلم من سینتصر بهذا الصراع بین الطرفین، ما هو الوقت الذي سیستغرقه هذا الأمر، إلا أن ما نأمله أن تکون هذه الدول قد اکتشفت أخیرا خطر هذه المجموعات التي تنفذ عملیات انتحاریة وتقوم بالقتل المجاني تحت عباءة الدین”.
وقلل الشیخ حمود من أهمیة التحول في الموقف الأمیرکي موضحًا أن “أمیرکا لم تعد مؤمنة بالحل العسکری في سوریا إلا أنها لا تزال مؤمنة بهدفها الرئیسي وهو تدمیر سوریا».
وردًا عن سؤال أکد الشیخ حمود أن السعودیة لها تأثیر علی الإرهابیین في سوریا وقال: “إذا کانت السعودیة جادة فی وقف دعم الإرهاب فهي تملك قدرة کبیرة جدا في التأثیر علی هذه الجماعات الإرهابیة، حتی وان لم تستطع أن توقفهم بشکل کامل، وأعتقد أن ما صدر أخیرا من قرار ملکي بمعاقبة کل من یتوجه إلی سوریا، وکذلك ابتعاد بندر من سلطان عن الساحة بذریعة توجهه للاستشفاء، هي علامات واضحة للتغییر في موقف السعودیة تجاه ما یحصل”.
وردًا عن سؤال آخر اعتبر الشیخ حمود أن الدور السعودي في لبنان “بدأ یتحول للأفضل وهو ما یظهر من خلال التخلي عن رفض مشارکة حزب الله في الحکومة وکلام سعد الحریري الأخیر”. ورأی أن المخرج للأزمة الحکومیة في لبنان “سیکون عبر تشکیل الرئیس المکلف تمام سلام حکومة بمن حضر لتلقي الثقة النیابیة، تمهیدا لعودة سعد الحریري إلی سدة الحکم بموافقة الجمیع ومبارکة السعودیة التي ستقدم جمیع التسهیلات لهذا الأمر”.
المصدر: قناة العالم