السقوط المدوي لعاصمة الإرهابيين

سريعاً سقطت “يبرود” بيد وحدات الجيش السوري وحزب الله. المدينة التي كان يُحسب لها ألف حساب، وقيل أنها ستكون أم المعارك، والمنطقة الصعبة التي لن يستطيع الجيش ان يُسيطر عليها بسهولة، إتضح أنها أوهن من بيت العنكبوت، فمجرد سقوط أطرافها، كان كفيلاً بسقوط المدينة تحت قبضة رجال الجيش السوري وحزب الله.

حالة إنهيار لا مثل لها في “يبرود”.. “القصير” لم يكن سقوطها بسهولة سقوط “يبرود” اليوم، المدينة التي قيل انها “القلعة” كان أشبه بمنزل صغير يُسيطر عليها المقاتلون دون عناء إضافي يُذكر.

أنها القوة النارية للجيش والحزب، إنهم رجال الوحدات الخاصة من كتائب “الرضوان” في حزب الله.. أنهو مقاتلو “التدخل” الذين أسقطوا “السحل” أمس، ويسقطون “يبرود” اليوم، مزيج متجانس من القوة عالية الفائدة ذات التركيبة الفريدة، كان لوجودها على أرض الميدان طعم آخر يُحسب له ألف حساب، كانت “يبرود” تتهاوى أمامهم بدون أي جهد إضافي أو كبير.. كان الظفر من نصيب من أعد جيداً للمعركة.

“البركان” وغيره من الصواريخ التي كان لها وقع خاص على المعركة. طوال أيام من القصف العنيف اُجبر مقاتلو ميليشيات المعارضة على التفكير مرتين في جدوى البقاء داخل مدينة ساقطة عسكرياً.. تحت جنح الظلام، وتحت الضغط العسكري ووابل القصف العنيف، قرّر مسلحو المعارضة الفرار خارجاً.. يقول مصدر ميداني للـ “الحدث نيوز” انّ عمليات القصف أدت لانهيار المسلحين في الداخل إنهياراً تاماً.. أضف إلى ذلك سقوط “ريما” و “المدينة الصناعية” و تطويق “يبرود” من جميع الجهات”.

يضيف: “تحت جنح الظلام فجراً بدأ مقاتلو المعارضة الانسحاب تدريجياً نحو المناطق الجنوبية من يبرود، مخلين بذلك أغلب الجهة الشرقية، والشمالية الشرقية من المدينة وهم بأغلبهم من لواء “أحرار القلمون”.. هنا كانت وحدات “الرضوان” في حزب الله، ووحدات خاصة من الجيش السوري تتحضّر قبل أيام لـ “غزو يبرود وإسقاطها”.. رأت الفرصة تلوح في الأفق مع بدء فرار المسلحين نحو الخلف وإخلاء مواقعهم، كان عامل الرصد وتعقّب المكالمات اللاسلكية ذو فائدة كبيرة، فهو كان شارة الإنطلاق بمعركة الحسم. أبقى المسلحون على بضعة نقاط عسكرية على المداخل. يقول المصدر الميداني انّ “هذه النقاط التابعة للمعارضة تمّ تزيودها بصواريخ كونكرس لوقف تقدم الجيش السوري إن حصل”.. لكن لم تخون الصواريخ مشغليها، بل ان مشغلوها خانوها، وتركوها دون أن يستخدموها فعلياً، مع بدء وحدات الجيش و “الرضوان” التقدم فجراً.

البداية كانت من الجهة الشرقية للمدينة، التي كانت المنطلق بعد تحرير “ريما” نحو “يبرود”.. كان الهدف فصل الحي الشرقي عن باقي المناطق تمهيداً لعزل المدينة، وهذا ما حصل عبر الغطاء الناري الكثيف، والتي دخلت تحته وحدات “الرضوان” و الجيش السوري الخاصة عبر حاجز “العقبة” الذي كان أول الحواجز الساقطة. الوحدات هذه المدرّبة على قتال الشوارع والمهارات القتالية العالية بدأت تنتشر في أحياء يبرود الشرقية، وسط عمليات تقدم هادئة مسندة نارياً من الخلف لاستهداف النقاط الخطرة.. سريعاً كان سقوط نقاط الحماية على مداخل “يبرود” الشرقية.. دخلت هذه المجموعات إلى الاحياء الشرقية ووصلت إلى “مستشفى الأمل المداني” وسيطرت عليه، وإنطلقت منه للسيطرة على ما تبقى من مناطق.. في عضون ساعات قليلة كانت الأحياء الشرقية تحت سيطرة الجيش بشكل كامل بعد ان تمّ تنظيفها وفرار المسلحين منها، الذين كانوا غادروها بأغلبهم فجراً. بالتوازي مع ذلك، كان التقدم الاخر عبر وحدات اخرى يتم في الشمال الشرقي لـ “يبرود”.. إتخذت “المنطقة الصناعية” منطلقاً ثانياً للتقدم كانت هناك نقاط عسكرية قليلة تمّ تدميرها وفتح الطريق امام الجنود ليدخلو.. خاضوا معارك عنيفة أولاً على بعض المحاور فيها، لكن الصدمة التي ظهرت على المسلحين ذاع صداها على طول ساح المعركة، خصوصاً عبر أجهزة “اللاسلكي”.

يقول المصدر الميداني انّ “علامات الهزيمة كانت واضحة من خلال كلام المسلحين الذين كانوا يتحدثون عن عمليات فرار وإحتفاء كتائب وإنقطاع الاتصال مع أخرين، كل ذلك أدى إلى عوامل سلبية أثرت بشكل كبير عليهم”. تحت وابل ناري وإشتباكات تراجع ما تبقى من مسلحين في هذه النقاط، فاتحين الطريق امام رجال الجيش السوري ووحدات “الرضوان” في حزب الله، التي دخلت سريعاً كما حصل في الجهة الشرقية، وخاضت قتالاً بين المنازل قتلت فيه من قتلت، وفر فيه من فر، كان لصواريخ “البركان” عامل هام في هذه الجولة من القتال، حيث جابت هذه الصواريخ طول المنطقة وعرضها مستهدفة أي منزل كان المسلحون يتحصنون به.. كانت السيطرة آخيراً لمن هو أفضل في الميدان.. وبعد ان أمّنت المنطقة، أعطت الايعاز لمجموعات أخرى من الجيش لتأتي وتثبت النقاط لتنتقل هذه للهدف القادم..

ما توفر من معلومات يشير إلى انّ “يبرود” باتت مطوّقة كلياً من الجهات الاربعة، وتتحدث معلومات أخرى عن نجاح وحدات “الرضوان” بالسيطرة على محيط الكنسية الكاثوليكية ومحيطها إضافة لجامع “الأخضر” في وسط المدينة. لا معلومات مؤكدة حالياً عن نجاح الوحدات بالوصول إلى هذه المناطق، لكن المؤكد انّ “قلعة” المعارضة في سوريا سقطت.. وولّت إلى غير رجعت، مع تسجيل عمليات الفرار الجماعية من الجبهة نحو “فليطة”.

“جبهة النصرة” بدل ان تتخذ الجبهات لصد هجوم الجيش السوري، إتخذت الجبهات لاصطياد من يفر من مقاتلي ميليشيات المعارضة، مقيمة حاجزاً بين “فليطة” و “رنكوس”.. وعلى أثر عمليات الفرار الجماعية، حصل إشتباك بين لواء “احرار القلمون” و كتائب أخرى من جهة، و “جبهة النصرة” من جهة أخرى. بالتوازي مع ذلك، إرتفعت وتيرة الاقتتال الاعلامي بين المعارضين، خصوصاً بين “غرفة عمليات القلمون” التابعة لكتائب الجيش الحر، وبين “المركز الاعلامي” الذي إتهم هؤلاء بـ “التخاذل والفرار والخيانة” علناً، وهو كان أول من أشار لانسحاب كتائب “الجيش الحر” من يبرود.
المصدر: اونلي ليبانون

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …