الخبر كما نشره موقع بي بي سي BBC حينها:
انتقدت اسرائيل السفيرة البريطانية لدى لبنان فرانسيس غاي لرثائها المرجع الشيعي اللبناني الراحل آية الله محمد حسين فضل الله الذي توفي الاسبوع الماضي.
وكانت غاي قد كتبت في مدونتها الشخصية على الانترنت بأن فضل الله كان “رجلا محترما” ومن اكثر الناس الذين حازوا اعجابها.
ولكن ناطقا باسم الحكومة الاسرائيلية قال إن المرجع “لا يستحق الثناء.”
من جانبها، قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها قامت برفع الرثاء من مدونة السفيرة مضيفة بأن ما جاء فيه (الرثاء) يعبر عن رأي السفيرة الشخصي ولا يمثل السياسة الرسمية للحكومة البريطانية.
وكان آية الله فضل الله قد توفي يوم الاحد الماضي عن 74 عاما، وقد حضر تشييع جنازته في بيروت يوم الثلاثاء الآلاف من المشيعين كما رثاه العديدون في العالمين العربي والاسلامي.
وكانت غاي، التي ما لبثت تشغل منصب سفيرة بريطانيا لدى لبنان منذ عام 2006، قد كتبت في مدونتها بأنها كانت تتمتع بلقائاتها بفضل الله اكثر من اي سياسي لبناني آخر.
وكتبت: “ان العالم بحاجة الى الكثيرين من امثاله ممن يدعون الى مد الجسور بين الاديان ويعترفون بحقائق العالم المعاصر ويجرأون على مواجهة القيود البالية.”
وكتبت السفيرة في مدونتها ايضا “ان لبنان برحيل فضل الله اصبح مكانا اقل قيمة. فعندما تزوره تكون واثقا من انك ستحصل على نقاش حقيقي، وحجج وقورة وتعرف انك عند مغادرتك اياه ستشعر وكأنك انسان افضل.”
“بالنسبة لي، هذا هو الاثر الذي ينبغي ان يتركه اي رجل دين حقيقي: ان يؤثر في سامعيه مهما كانت دياناتهم او معتقداتهم.”
ولكن ناطقا باسم وزارة الخارجية بلندن قال لبي بي سي: “لقد عبرت السفيرة عن رأيها الشخصي بالسيد فضل الله، ووصفت الرجل كما عرفته. وبينما رحبنا بمواقفه التقدمية ازاء حقوق المرأة والحوار بين الاديان كنا ايضا على خلاف معه وعلى وجه الخصوص حول موقفه المؤيد للهجمات على اسرائيل.”
الخبر كما نقله موقع التقريب عن موقع التيار الحر حينها:
وكالة انباء التقريب
تناولت السفيرة البريطانية فرنسيس في مدونتها الاسبوعية على الموقع الالكتروني للسفارة في بيروت غياب المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله، فكتبت تحت عنوان “رحيل الرجال الشرفاء”:
“احدى المزايا التي يتمتع بها الديبلوماسي تتمثل في نوع الاشخاص الذين يلتقيهم، الكبار والصغار، الشغوفين والغاضبين منهم. ويحب الناس في لبنان ان يسألوني عن السياسي الذي اعجب به الاكثر من غيره. انها مسألة غير عادلة ومن الواضح ان العديد منهم يسعون الى تقديم اجوبة سياسية خاصة بهم. عادة اتجنب الرد بالإشارة الى اولئك الذين استمتع بلقائهم والذين يبهرونني اكثر من غيرهم.
حتى الامس كان جوابي المفضل الاشارة الى سماحة السيد محمد حسين فضل الله، اعلى مرجع شيعي في لبنان وزعيم يحظى باعجاب العديد من المسلمين الشيعة في كل انحاء العالم. ولدى زيارتك له يمكنك ان تكون متأكدا من حصول نقاش حقيقي وجدال محترم وكنت تعلم انك ستتركه مع شعور بأنك اصبحت شخصا افضل. هذا بالنسبة الي هو الاثر الفعلي لرجل الدين الحقيقي الذي يترك اثرا في جميع من يلتقيهم وبغض النظر عن دينهم.
بالامس توفي السيد فضل الله. لن يكون لبنان اليوم كما كان بالامس ولكن غيابه سيتجاوز شواطئ لبنان. ما زلت اتذكر جيدا عندما رشحت لمنصب سفيرة في بيروت. اتصل بي احد معارفي المسلمين ليقول لي كم انا محظوظة لانني سأحصل على فرصة لقاء السيد محمد حسين فضل الله. وكم كان فعلا على حق.
واذا كنت قد حزنت لسماع الخبر، فأنا اعلم ان حياة العديدين ستصبح محطمة. ان العالم يحتاج الى مزيد من الرجال مثله المستعدين للتواصل عبر الاديان والاعتراف بواقعية العالم المعاصر ولديهم الجرأة لمواجهة القيود القديمة. لترقد روحه بسلام”.