سمر نصر الله
ردّ حزب الله على إسرائيل.. كيف؟ ومتى؟
لبنان (آسيا) : تجلّت تفاصيل الغارة التي شنّها الطيران الحربي الاسرائيلي يوم الاثنين الفائت على الحدود اللبنانية – السورية، وذلك بعد تأكيد حزب الله إستهداف أحد مواقعه قرب منطقة جنتا في البقاع، معلناً عدم وقوع اي خسائر بشرية وأن الاضرار اقتصرت على الماديات فقط.
هذا وتوعّد حزب الله، في بيان صادر عنه اليوم، بالردّ على الغارة الاسرايلية، مؤكداً انه سيختار المكان والزمان والوسيلة المناسبة للرد، فما هي الرسالة التي تريد اسرائيل ايصالها لحزب الله؟ وكيف سيردّ حزب الله على الغارات الاسرائيلية؟ وهل سيفتح الباب أمام حرب جديدة مع اسرائيل؟
وفي سياق الإجابة على هذه الأسئلة، قال الخبير الأمني والاستراتيجي العميد أمين حطيط، أن “لهذه العملية العسكرية الاسرائيلية بالمنطقة التي تم اختيارها وبالشكل الذي حصل صلة مباشرة بما يجري في سوريا، وهي رساله اسرائيلية للمسلحين الارهابين الذين يعملون لمصلحتها في القلمون مفادها ان اسرائيل تقف بجانبهم ولن تسمح بانهيارهم، وستكون هذه الرسالة حلقة في سلسلة لحقت الحلقة التي سبقتها حين قام رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بزيارة الجرحى الارهابيين في المستشفيات الاسرائيلية”، مشيراً الى إنها “رساله واضحة لتعلن اسرائيل دخولها بشكل علني في الصراع الدائر في سوريا”.
وأضاف حطيط في حديث لـ”وكالة أنباء آسيا”: “لا استبعد أن تعاود اسرائيل شنّ غارات مماثلة الا انني اعتقد ان مفاعيل هذه الاعمال واختيار الاهداف التي تريدها ستكون تحت السقف المعنوي والنفسي دون ان تصل الى مستوى تغيير الواقع الميداني، لانها تعرف ان الانخراط العسكري الميداني في الحرب يُشعل الجبهة وهي الآن ليست بهذا الصدد، فمهمتها تقتصر على رفع معنويات الارهابيين وليس اشعال حرباً جديدة”.
وفي السياق نفسه، قال “إسرائيل تُعدّ البيئة لعمل ما خاصة مع بدء نزعها للالغام اليوم في الجولان من اجل اقامة ممر آمن يتصل بالارض السورية المحررة”.
وحول طريقة ردّ “حزب الله” على هذه الغارة، قال “حزب الله لن ينزلق الآن الى فتح حرب جديدة ولن يتخذ مواقف تؤدي الى اشعال المنطقة لكنه سيوجه لاسرائيل ضربة تؤلمها، كما وجه لها في السابق ضربات دون ان يعلن عن ذلك”، مستبعداً اشعال جبهة الجنوب في هذا الوقت او حتى وقوع حرب بين حزب الله واسرائيل ولكنه أكد أن حزب الله لن يسكت وسيرد على اسرائيل بالطريقة المناسبة.
وعن التداعيات السياسية لهذه الضربة على لبنان، أشار الى أن “هذه العملية العدوانية ستعزز الانقسام بين فريق سيشتد تمسكه بالمقاومة وفريق سينتشي من هذه الضربة ويتمسك برفضه لسلاح المقاومة. وهذا، للأسف، بدلاً من توحيد الموقف اللبناني”، مضيفاً “اعتقد أنه لم يعد ممكنا تجاوز موضوع المقاومة في البيان الوزاري وسيكون هناك تشدد اكثر بالمواقف، ولكني اخشى ان يتسبب الفريق المُصاع للقيادة الغربية في انهيار الحكومة اذا استمر على تشدده”.
وأصدر حزب الله اليوم الاربعاء بيانا جاء فيه ان “الطائرات الاسرائيلية قامت في ٢٤ شباط بقصف موقع لحزب الله على الحدود اللبنانية السورية قرب منطقة جنتا في البقاع”، موضحاً أن “هذا العدوان لم يؤد بحمد الله وعنايته الى سقوط اي شهيد او جريح ولحقت بالموقع بعض الاضرار المادية فقط”. واشار الى ان “كل ما قيل في بعض وسائل الاعلام عن استهداف لمواقع دفاعية او صاروخية او استشهاد مقاومين لا اساس له من الصحة”.
واكد حزب الله ان “هذا العدوان اعتداء صارخ على لبنان وليس على المقاومة فقط، ولن يبقى بلا رد من المقاومة وهي ستختار المكان والزمان والوسيلة المناسبة للرد”.
من جهته، الاعلام الاسرائيلي نشر تصريحات ادلى بها رئيس اركان الجيش الجنرال بني غانتز حيث حذر من نقل الاسلحة من سوريا الى لبنان الى ايدي حزب الله، وقال غانتز: “نحن نراقب عن كثب نقل الاسلحة بجميع انواعها على كافة الجبهات. هذا امر سيء للغاية وحساس جدا ومن وقت لاخر واذا لزم الامر فان امرا قد يحدث”، فيما اعتبر اشارة ضمنية الى تدخل اسرائيلي محتمل.
كما اتهم رئيس الاركان الاسرائيلي ايران بالتورط في عمليات نقل الاسلحة وقال غانتز انه “لا يوجد جبهة واحدة لا يشارك بها الايرانيون يوزعون بها المشاعل على مهووسي صنع الحرائق سواء أكانت اسلحة او صواريخ او مقاتلين”.
المصدر: آسيا نيوز