الحزب والدولة في ندوة

ندوة في صور عن كتاب حسن فضل الله “حزب الله والدولة”

وطنية – نظم منتدى الفكر والأدب في مدينة صور، ندوة سياسية حول كتاب “حزب الله والدولة في لبنان-الرؤية والمسار” لمؤلفه النائب الدكتور حسن فضل الله، في قاعة الجامعة الإسلامية في المدينة، بمشاركة عضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب الدكتور فريد الخازن، الباحث والكاتب في الشؤون السياسية الوزير السابق الفضل شلق، وبحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، رئيس إتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني، عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي، مدير فرع الجامعة الإسلامية في صور الدكتور أنور ترحيني، ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وعدد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية وفعاليات وشخصيات ثقافية واجتماعية وتربوية وأدبية وحشد من المهتمين.

افتتحت الندوة بالنشيد الوطني، ثم كانت كلمة لمدير الندوة رئيس منتدى الفكر والأدب الدكتور غسان فران الذي رأى أن كتاب “حزب الله والدولة-الرؤية والمسار” يكفي بعنوانه وحده لاستحضار كل التحديات دفعة واحدة إلى طاولة البحث والحوار، فحزب الله هو حزب ديني له مرتكزاته العقائدية الممتدة عبر جذور التاريخ الإسلامي، وهو جزء من حركة إسلامية في التاريخ الموسوم بكل أشكال المواجهة والتعقيدات والظروف القاسية، التي امتدت من أرض الطف إلى مواجهات وانتصارات مارون وعيتا وبنت جبيل في منطقة حدودها الإيمان، وأساسها العقيدة الصلبة، وبنيانها مدرسة في الشهادة من أجل الحياة، وهذه التحديات تدفعنا لنتساءل ما هو الديني وما هي الدولة وما الرابط بينهما في مجتمع لبناني تعددي الإنتماءات، ولنتعرف على موقف حزب الله من الدولة بعيدا عن المزايدات والإتهامات السياسية، وللاجابة عن هذه الأسئلة لا بد من قراءة متأنية من أهل فكر ورأي حول الكتاب الذي يأخذ النقاش السياسي إلى بعده الوطني”.

ثم كانت مداخلة الفضل شلق، الذي ناقش في الكتاب أهم العناوين التي تناولها، وفي الشأن السياسي، أشار إلى أن “مجلس الإنماء والإعمار قدم برنامجا إعماريا للبنى التحتية في العام 1993، ولكن مجلس الوزراء رفض مناقشة الموضوع من أساسه، لتمر بعد ذلك سنوات حيث كان يقول الناس أن المسؤولية في كل ما يحصل تقع على عاتق السوريين، ولكن بعدما خرج السوريون قدمنا لمجلسي الوزراء والنواب خطة إعمارية تتألف من 19 قطاعا وترسم للإستثمارات المطلوبة على مدى 12 عاما تتجزأ إلى ثلاثة أجزاء كل جزء منها أربع سنين، ولكن جميع الطبقة السياسية في مجلسي الوزراء والنواب تجاهلوها، علما بأننا أرسلناها للجميع”، لافتا إلى “أننا في لبنان اليوم لدينا عشرات المشاريع جنوبا وشمالا بدأت وانتهت ولم تستخدم، فمجلس الإعمار لم يكن ينقصه المال لا في التسعينات ولا اليوم، ولكننا لا نجد في لبنان لا كهرباء ولا مياها ولا هاتفا ولا غيره”، مطالبا ببرنامج إقتصادي-إجتماعي ليس من قبل قطاع عام أو خاص لأنه لا فرق بين الاثنين، بل يجب أن يكون مبنيا على أساس خطة إنتاجية.

وأشار إلى أن “الطبقة السياسية أصبح لديها نوع من التجاهل الدائم تجاه كل خطة تقدم إليها، ومنها الخطة عام 2006 التي لم يطرحها أحد، وفي الوقت نفسه نجد أن الطبقة السياسية لم تتجاهل سلسلة الرتب والرواتب، لكنها تراجعت أمام اعتراض المسيطرين على البلد اقتصاديا”.

الخازن

بدوره، ناقش الخازن في الكتاب عددا من المسائل التي تدخل بصلب المواضيع التي وردت فيه، وقد تطرق إلى الشأن السياسي، موضحا أن “الدولة في سنة 1975 كانت موجودة ولكنها كانت ضعيفة، ولم يكن بمقدورها أن تتنافس مع دول المحيط العربي، حيث كان هناك دول سلطوية ومعسكرة بالكامل، وقد انهارت الدولة خلال سنوات الحرب ولم تعد قائمة إلا بالإشارة لها بكتب أطلس الجغرافيا، وخلال هذه الفترة، نشأ حزب الله وأحزاب عديدة، وبعد سنة 1990 أصبح هناك مرحلة أخرى من هذه الدولة، وبعد عام 2005 الذي كان محطة مفصلية بموضوع الدولة وحزب الله ومواقفه، جرى تحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وكان مسألة مفصلية لها علاقة بالدولة بغض النظر عن وضعها”، مشيرا إلى أن “هناك ترابط ما بين المجتمع المتنوع مهما كانت تسميته وبين هذه الدولة مهما كان وضعها”.

فضل الله

بدوره، رد النائب فضل الله على الأسئلة والمناقشات التي تمحورت حول كتابه، وقد تطرق إلى الشأن السياسي، مؤكدا أن “المبدأ الذي يعمل من خلاله حزب الله هو الحوار الوطني مع بقية الفئات والقوى، لأن من خلاله يمكن ان نصل إلى تفاهمات وطنية، وتجربتنا مع التيار الوطني الحر أثبتت أن هناك إمكانية أن يلتقي فريقان في لبنان من مدرستين مختلفتين على مبادئ مشتركة منها ما له علاقة بالدولة، ولذلك نحن كنا دائما من دعاة حوار، لأن المشاكل الداخلية في البلد لا تحل إلا من خلاله”، مشيرا إلى أن “ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر هي تجربة رائدة على المستوى الوطني، ويمكن لهذا التفاهم أن يؤسس لبناء دولة، لأنه مدماك أساسي في بنائها، ولكنه يحتاج إلى تلاقي الفئات الأخرى”.

وفي الختام، أجريت مداخلات عديدة من قبل الحضور، طرحت خلالها بعض المسائل التي تضمنها الكتاب.

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …