على وقع التقهقر الذي تعيشه الجماعات السعودية المسلحة في سوريا وفي ظل عجزها عن تغيير توازن القوى على الأرض مضافة الى الهزيمة الديبلوماسية النكراء التي تتمثل بقرب التفاهم الأمريكي-الإيراني على صيغة تنظم عمل الإقليم وتوزع فيه الصلاحيات لعقود قادمة كان لا بد لمملكة التخلف والتسلط الوهابي أن تقوم برد في محاولة منها لتعويض بعض من خساراتها.
نظرت المملكة إلى تاريخها وأسلحتها وما إستطاعت أن تفعله في هذا التاريخ لأذية أعدائها فلم تجد أفضل من إرهابييها من القاعدة وبناتها لتنفيذ المهمة. هي نفسها الأدوات البن لادنية التي استعملتها في أفغانستان والتي ضربت برجي نيويورك سواء برغبة الموجه أو عدمها والتي تشعل العراق الشيعي المهدد لمصالحها والتي حرقت سوريا المتحدية لمشيئتها.
أما الهدف فكان الجمهورية الإسلامية ويدها الضاربة أي الحزب. ومن هنا جاء إنتخاب المكان في السفارة الإيرانية والتي هي عرفا تحت السيادة الإيرانية والقائمة على أرض ضاحية الحزب وبين جمهوره.
أما المكان فكان بأن تم إختيار موقع لا تجرؤ حتى إسرائيل على التعدي عليه نظرا لما لذلك من كسر لقواعد الإشتباك القائمة. هي هذه القواعد التي كانت تحمي هذا المكان وليس الفريق الأمني المتواضع والقائم عند مداخل المبنى.
أما التخطيط فهو دقيق ومدروس ومبني على قدرات تقنية ومخابراتية. عبوة صغيرة مع انتحاري أول تمكن من فتح باب السفارة ليدخل بعدها بثوان رانج رباعي الدفع محمل بمئة كلغ من المواد المتفجرة فيدمر المبنى بمن فيه ويوجه من خلاله ضربة مميتة تحمل الجمهورية ومن معها على التوقف عما يقومون به وإعادة حساباتهم.
لو وصلت العملية إلى أهدافها، لربما كنا اليوم نعيش الكارثة التي عوض من خلالها السعودي خساراته المتراكمة.
هنا وحدها قدرة الله تدخلت وقلبت المعادلة. هي قدرة البارئ نبهت الحراس للإنتحاري الأول ودفعت سائق سيارة المياه ليصل إلى باب المبنى بعد الإنفجار الأول وقبل ولوج الحمولة الكارثة إلى مقصدها وبالتالي منع المخطط من الوصول إلى هدفه.
إذاً نحن أمام عمل شيطاني مكتمل التحضير والأهداف والمعالم ووحدها القدرة الإلهية حدت من نتائجه والتي وإن كانت كبيرة فإن ما لم يحصل فنتائجه كان يمكن أن تكون بعشرات الأضعاف.
موقع عروس الجليل – بنت جبيل (BintJubayl.com) يتقدم من عوائل الشهداء بأسمى آيات العزاء ويدعو للجرحى بالشفاء العاجل ويتضرع للبارئ عز وجل ليحمي لبنان وأهله والأمة من كل شر.