من الافتراءات الأساسية على السيد فضل الله، العمل على محاولة نسف تفسير من وحي القرآن والتشنيع عليه ونقل الأمور تزويراً وقلب الحقائق للعوام أو الذين لا يطلعون. نأسف للإطالة في هذا الشق قبل البدء بتفصيل الافتراءات:تفسير من وحي القرآن بين الّذين في قلوبهم مرضٌ والعلماء الرساليّين
يتخبّطون خبط عشواء، يحاولون النيل من السيد (رضوان الله عليه) وفعلاً هم كما الذين يتّبعهم الغاوون وهم في كلّ وادٍ يهيمون وإنّهم يقولون، ماذا يقولون؟ باطلاً يقولون..! ومن أقوالهم الباطلة هذه:
“إن حجم المخالفات التي اجتمعت لدى السيد فضل الله يؤكد أنه له نهجاً يؤدي به إلى أن يكون تفسيره منسجماً مع كل هذه الشذوذات والمخالفات للدين والعقيدة، والتي قد يغفل عالم فيقع في إحداها، ويغفل آخر، فيقع في أخرى، ولكن الضابطة عندهم تحتم عليهم التراجع عن الخطأ حين يلتفتون إليه، أو يدلهم أحد عليه…
لكن السيد محمد حسين فضل الله يبقى مصراً رغم كل فتاوى المراجع على جميع ما قاله… ولا يتراجع عن مفردة واحدة منه… طيلة عشر سنوات من المماطلة والأخذ والرد… مما يعني: أنه محكوم لضوابط تمنعه من التراجع… أو من الاعتراف بالحق…
إنك تراه يوافق العلماء في أخطائهم، ويستدل بأقوالهم فيها، أما فيما أصابوا فيه وأخطأ هو فيه الصواب، فإنه لا يرضى بالاستدلال عليه بقول أحد، بل هو يؤول قول المعصوم، أو يشكك فيه إن لزم الأمر…”.
المصدر:
http://www.zalaal.net/ask/077.htm
واسمحوا لنا أن نتّبع أسلوب هذا البعض في التقييم والذي عبر عنه بقوله: «لماذا تضعون أنفسكم محامي دفاع عن شخص حكم عليه مراجع الأمة العظام؟».
فنحن سنحاول وضع بضع آراء لمراجع وعلماء عظام قالوا في السيد ما خالفه هو… من أن تفسير السيد فضل الله من أهم التفاسير في القرن الرابع عشر الهجري وأنه سماحة السيد من كبار المفسرين المعاصرين وهذا ما شهد به الكثير من العلماء والمراجع المختصين في البحوث القرآنية وأبرزهم:
– آية الله الشيخ جعفر السبحاني (إيران) وقد ذكر ذلك في كتابه مفاهيم القرآن الجزء العاشر ص٤٣٠ عند تعداده أعلام التفسير في القرن الرابع عشر هجري، حيث قال: «العلامة الحجة السيد محمد حسين فضل الله، من أكابر علماء لبنان، له “من وحي القرآن» خرج في عشرين جزءاً”.
– آية الله الشيخ محمد هادي معرفت (إيران) وقد ذكر ذلك في كتابه التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب الجزء الثاني ص٤٧٤ حيث قال: “من وحي القرآن تـفـسير تربوي اجتماعي شامل، ويُعد من أروع التفاسير الجامعة، النابعة من روحٍ حركيةٍ نابضة بـالـحـيـوية الإسلامية العريقة. انطلق فيه المؤلف، هو السيد محمد حسين فضل اللّه، من ألمع علماء الإسـلام فـي الـقطر اللبناني يعمل في إحياء الجو القرآني في كل مجالات الحياة المادية والمعنوية، نـظـير ما صنعه سيد قطب في تفسيره (في ظلال)، مضيفاً عليه تعاليم صادرة عن أهل البيت في تربية الجيل المسلم، ومتناسباً مع كل دور من أدوار الزمان”.
– آية الله السيد محمد علي أيازي (إيران) في كتابه المفسرون حياتهم ومنهجهم ص٧٥٣ حيث قال: «يُعد التفسير من التفاسير العلمية الحركية، والإرشادية التربوية الرائعة في وقتنا الحاضر… يُطبّق أصول القواعد وفق مذهب الإمامية إذا كان البحث مما يرتبط بالآية ويلزم أن يتعرض للمسألة كما نرى موقفه في موارد الخلاف بين الشيعة والسنة في مسألة: الإمامة، العصمة، والأمر بين الأمرين…”.
كما وذكر العديد منهم ذلك في بيانات نعيهم للسيد (رضوان الله عليه) ومنهم:
– آية الله الشيخ محمد الصادقي الطهراني (إيران) صاحب كتاب الفرقان في تفسير القرآن (٣٠ جزءاً): “إن فقدان هذا المرحوم (السید فصل الله) الذي اتخذ خطوات فعّالة في مجال الفقه القرآني المظلوم، كان مکلفاً للغایة بالنسبة لنا”
– آیة الله السيد حسين الصدر (العراق) صاحب كتاب التفسير التعليمي للناشئة (٣٠ جزءاً): “كان المغفور له علماً كبيراً من أعلام الأمة الإسلامية، حاضراً في ميادين معالجة القضايا التي تهم الفكر والثقافة الإسلامية، فضلاً عن سبر أغوار علوم الفقه والأصول وعلوم تفسير القرآن الكريم”.
– آیة الله الشيخ محمد باقر الناصري (العراق) صاحب كتاب مختصر مجمع البيان في تفسير القرآن (٣ أجزاء): “أغنى المكتبة الإسلامية والعالمية بأمهات الكتب والمصادر في عموم معارف الإسلام في التفسير والفقه والعقائد والأخلاق والسياسة والفكر الحركي لبناء الأمة ونهضتها المعاصرة”.
– آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي (العراق) صحاب كتاب تفسير القرآن بالقرآن: “قدّم إلى المكتبة الإسلاميّة أيادي جميلة بتأليف عشرات المؤلّفات في الفقه والتّفسير والثقافة الإسلاميّة العامّة…”.
نعم، فقد كتب السيد (رضوان الله عليه) العديد من الكتب في كافة الجوانب والمواضيع القرآنية، ومن أبرزها:
– حركة النبوة في مواجهة الانحراف
– أسلوب الدعوة في القرآن
– الحوار في القرآن
– من عرفان القرآن
– تفسير من وحي القرآن: وهو مكوّن من أربعة وعشرين جزءاً، ويتميّز بأسلوب حيويّ بعيد عن التّعقيدة، وبحركيّة معاصرة.
وقد صدر العديد من المؤلفات التي اهتمت بتسليط الضوء على تفسير من وحي القرآن والمنهج العلمي المعتمد فيه لتفسير الآيات القرآنية، ومنها:
– السيد محمد حسين فضل الله مفسراً للسيد محمد طاهر الحسيني (العراق).
– مفاهيم حركية من وحي القرآن للشيخ علي حسين غلوم (الكويت).
خاطرة صغيرة لها عبرة كبيرة
عندما سُئل سماحة السيد عن علاقته بالإمام الخميني (رضوان الله عليه) قال: «لقد بقینا على صداقة واحترام حتّى آخر حياته، لذلك عندما ذهبت معزّياً ولده أحمد، حدّثني عن تقدير والده لي، حتّى إنّه أخبرني أنّ كتابي من وحي القرآن وتفسيره كان يحتفظ به في مكتبه الصغير”
المصدر: عن سنوات ومواقف وشخصيّات ص161
وأخيراً نقول لهذا البعض – وبشهادة العلماء – إن ما جاء به سماحة السيد ليس جديداً في عالم التفسير الشيعي، بل يكاد يجمع عليه أعلام التفسير… بل إن كثيراً من الآراء التي قلتموها تمثل قناعات شخصية بعيدة عن أساليب اللغة وروايات أهل البيت (عليهم السلام) وظهور القرآن وإجماع المفسرين… وقد جعلتم من قناعاتكم الشخصية هذه مقياساً لرأي الطائفة، وميزاناً للرأي الصحيح والسليم، وكأنكم قد اكتشفتم الحقيقة التي غابت عن أعلام التفسير منذ قرون.
إنكم لم تُتعبوا أنفسكم في مراجعة المصادر الأصلية في التفسير، ولم تعيشوا الاتجاهات المختلفة في عالمه الرحب وفضائه الواسع. مما سبب لكم اعتقاداً بأن ما جاء به السيد غريب عن عالم التفسير.
إنكم عرضتم مقولات السيد عرضاً يبدو للقارئ البسيط أو غير المطّلع على الاتجاهات والأقوال والآراء، أن ما جاء به بدعاً ونشازاً وجرأةً… وكأنه لم يقل به أحدٌ من الأولين والآخرين، والحال أن بعض ما ذهبتم إليه مخالف لاجماع المفسرين، بل غريب على عالم التفسير…
(ومن أراد استكمال البحث في هذا الموضوع فليراجع كتاب مراجعات في عصمة الأنبياء للسيد عبد السلام زين العابدين أو الملخّص الذي أصدره المركز الإسلامي الثقافي بعنوان إشكالات وردود قرآنية)