أن لا تؤمن بنبوة محمد (ص) قد لا يكون سبباً لدخولك النار

لقد رأينا أنَّ هناك من يستبيح دم غير المسلم بحجّة أنه كافر ويجب قتله، فما حدث مؤخّراً من قتل رجل دين مسيحيّ داخل الكنيسة في فرنسا، هو نتيجة هذا المعتقد الخطير، وهؤلاء يتمسّكون بفتاوى تبيح لهم هكذا قتل، ولا أريد أن أتحدّث حول هذه الفتاوى، وما ينطلقون منه من روايات وتأويل للنص الدّيني بشكل خاطئ، وإنما ما أحبّ أن أتحدّث حوله، هو هل كلّ من لم يؤمن بنبوّة خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد(ص) -كفر بنبوّته- سيدخل النار؟!

هناك قاعدة أصوليّة مستخلَصة من القرآن الكريم، وهي قبح العقاب بلا بيان، فالله عزّ وجلّ لا يصدر عنه القبيح، والعقل يقرّ بأنّ معاقبة الجاهل القاصر غير المقصِّر أمر قبيح، فهل الله تعالى يعاقب عباده دون حجّة، وهو القائل: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}[الإسراء: 15]، أي لا نعذِّب أحداً ولا قوماً إلا بعد أن نقيم عليهم الحجّة؟! فالرّسول هو حجّة الله على خلقه، والكتب الأصوليّة تؤسِّس لذلك، فالقطع معذر لصاحبه، كما هو منجز للتّكليف عليه، وهذا بحث يجده القارئ الكريم في مباحث الأصول .

المرجع السيد فضل الله