أم داوود وإبريقها والوردات

علي الصغير
AM 02:08 2014-05-28
من منا لا يتذكر الحاجة «العيناتية» الراحلة كاملة سمحات صاحبة العبارة الشهيرة «فدا اجر المقاومة» التي أطلقتها من على أطلال منزلها المدمر في الضاحية الجنوبية خلال عدوان 2006، والتي بالمناسبة أيضا فقدت منزلها في عيناثا، فرددها خلفها جمهور المقاومة، ولا يزال.
ومن لم يسمع بعبارة الحاجة فاطمة قشمر من بلدة دير سريان الجنوبية بعباءتها المخططة ومنديلها الابيض وبصورة مزارعة الدخان النموذجية، وقد حملت على جنبها الأيسر صفيحة الارز وراحت تنثر منها على المارين في أول أيام التحرير وهي تصرخ «الحمد لله يلي تحررني» بلهجتها الجنوبية.
في الذكرى الرابعة عشرة للتحرير، وضعت سيدة جنوبية إبريقها من الفخار مزيناً بورود ملوّنة وراحت تجول بين حشود الحاضرين مطلقة زغاريدها للمقاومة وسيدها. الحاجة رؤوفة قطيش «ام داوود» (83 عاما) ابنة بلدة عيناثا الجنوبية، تضرب موعداً مع كل إطلالة لـ«السيد» وكل مهرجان للمقاومة.
ما لا يعرفه كثيرون من أهل عيناثا والجوار أن نجلها الأكبر «داوود» كان قائدا من قادة «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» في منطقة جبل الريحان في منتصف الثمانينيات، لكن حماسته قادته الى مخالفة أوامر قيادته والالتحاق بالمقاتلين الشيوعيين الذين شاركوا في اقتحام مدينة طرابلس.. وسقط منهم عشرات الشهداء بينهم داوود الذي حقق حلمه بالعودة الى عيناثا شهيداً ولو أنه سقط في غير الميدان الذي كان يشتهيه.

السفير

شاهد أيضاً

في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)

قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …