مع الأستاذ علي طالب -Assitara.com
خلال اقامتي الطويلة نسبيا في بلاد الغرب هذه لحوالي 22 سنة ، أصبح عندي نوع من المعرفة الأكيدة لطريقة تفكير الانسان الغربي عامة ولا سيما النظرة الى الحياة بشكل عام ونظرة الغربيين لها وما الى ذلك . قد لا يصدق البعض ما قد تسمعه اذانه من بعض الاسئلة التي يطرحها الكنديون مثلا وبعض التفاصيل الدقيقة واحيانا المضحكة والطريفة التي يسألون عنها وتتعلق بالعرب والمسلمين وما يجري في تلك المنطقة العربية الملتهبة والمضطربة دوما . طريقة تفكير الانسان الكندي مثلا عن قضايا الاخرين عالميا ولا سيما الصراعات في العالم ، تختلف من شخص الى اخر قد يهتم البعض ويتابع بينما تكون الغالبية العظمى في وضعية عدم الاهتمام وان ما يحصل في هذا العالم المضطرب والمجنون على المبدأ الغربي : (WHO CARES ) . ليست المشكلة هنا ولكن تكون المشكلة الكبرى والأشد ايلاما عندما تواجه اناس عرب ويقولون امامك بان كل ما يجري في عالمهم هناك ، المفترض انه يحتوي أهلهم واقاربهم واصدقائهم ومسقط راسهم ، تصبح الكلمة المتداولة عند البعض وعلى المبدأ الكندي نفسه ولكن بلغة عربية هذه المرة : ( أخر همي ما يجري المهم اني هنا انعم بالامان والعيش الرغيد وكل ما عدا ذلك يردد امامك مرارا وتكرارا نفس الجملة : أخر همي ) . من اسوأ العادات الانسانية والبشرية قاطبة ان ينسى الانسان أصله ومسقط رأسه ولا أجد مبررا لهذا التصرف مهما كانت الاسباب والموجبات لهذا التصرف الغير مقبول والغير منطقي على الاطلاق . ولله في خلقه شؤون .
شاهد أيضاً
في رثاء الحاج طلال شرارة (أبو علي)
قم أيها الحبيب! رد هذا التراب عن وجهك وحدثنا فنحن لم نودعك كما الزوجة والأبناء …
أحسنتم يا أستاذ علي.
كيف ننسى وأهلنا وأقرباؤنا وأحلا منا لازالت هناك في تلك الأرض. إنما هو قصر النظر الذي يحمل الإنسان على نكران أصله.